كثيراً ما نفاجأ عند زيارتنا لطبيب الأسنان، أن لدينا بعض التسوسات وأن علينا علاجها فوراً، لكنّ عدم احساسنا بالألم يجعلنا نتردد كثيراً في البدء بالعلاج، فلماذا لا نشعر بالألم؟ ولماذا يكون العلاج مهم في هذه المرحلة؟

لنفهم ذلك يجب أن نتعرف أولاً على مكونات السن الطبيعي، يتكون السن من ثلاث طبقات رئيسية، طبقة المينا الخارجية الصلبة البيضاء، والتي تغلف السن من الخارج وتعتبر أقسى وأقوى طبقاته، ثم طبقة العاج الداخلية المليئة بالنتوءات، ثم لبّ السن (العصب) مركز الإحساس والتروية داخل السن.

 

عند تراكم فضلات الطعام على الأسنان، تقوم البكتيريا الفموية بتخميرها وتحويلها إلى أحماض تذيب تدريجياً طبقة المينا الصلبة، هذه المرحلة تأخذ وقتا بسبب قساوة الطبقة، وفي هذه المرحلة لا نشعر بأي ألم مطلقاً

 

عند اختراق التسوس لطبقة المينا ووصوله إلى طبقة العاج، يبدأ الشعور بالألم عند شرب الماء البارد أو الطعام المحلى، ويكون اختراق هذه الطبقة سريعاً لضعفها وكثرة النتوءات فيها، ليصل التسوس بعد ذلك سريعاً إلى لب السن مما يتسبب في التهابه وحينها سنشعر بألم قويّ جداً 

 

نحن نحرص كأطباء أسنان أن نكتشف التسوس وهو في مراحله الأولى في المينا لسهولة علاجه وندرة المضاعفات المصاحبة لذلك، لذا فإننا ننصح دائماً بزيارة طبيب الأسنان كل 6 أشهر لاكتشاف التسوس مبكراً قبل انتقاله إلى الطبقات الداخلية.

 

دمتم بخير